الصفحات

hh

hh

تتتت

تتتت
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث


تمت صناعة وهم الرئيس القوي لدى قسم من اللبنانيين باللعب على الحنين للماضي حيث كان للبنان دولة محترمة ولو بالحد الأدنى ٠اليوم بدأ هذا الوهم بالترنح بل انه على وشك السقوط بسبب انعدام القدرة على الحسم وآخر العنقود هو السلاح الفلسطيني حيث المعارك تدور في مخيم عين الحلوة في صيدا ويتم استقدام المسلحين من خارجه دون ان تحرك الدولة اللبنانية اَي ساكن رغم كثرة الكلام والوعود في كل المواضيع الاخرى٠
في عام ٢٠٠٦ اتخذ المجتمعون على طاولة الحوار في المجلس النيابي وهم نفسهم المتسلطون على الحكم الْيَوْمَ قراراً بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتناسوا السلاح داخلها٠لكن السلاح خارج المخيمات هو بالحقيقة سلاح تابع للوصاية السورية التي يتبع لها معظم أركان طاولة الحوار لذلك لم ينفذ القرار وبقيت القواعد العسكرية الفلسطينية اسماً والسورية واقعاً ولَم يرشقها احد بوردة٠
عام ٢٠٠٧ انفجر القتال بين الجيش اللبناني ومنظمة شاكر العبسي التي أسموها فتح الشام والتي ارسلها بشار الأسد لتخريب الوضع في لبنان رداً على قرار لبنان انشاء محكمة دولية في قضية اغتيال رفيق الحريري٠هذا القتال انحصر في مخيم البارد في الشمال وكانت المفاجأة هي إطلاق أمين عام حزب الله شعاره أو تهديده بوجه الجيش عندما قال ان المخيم خط احمر٠
انتهت معارك الشمال بخسارة كبيرة للجيش مع دمار المخيم ومع اغتيال العميد فرانسوا الحاج ورغم ذلك لم يطرح اَي من الطبقة السياسية موضوع نزع السلاح من المخيمات رغم ان القرار ١٧٠١ ينص على نزع كل سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية٠بل على العكس بدأت تصدر من جماعة الممانعة وعلى رأسها حزب الله مواقف تؤكد ان السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات هو خط الدفاع الاول عن سلاح المقاومة٠
الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب الدولة اللبنانية بنزع السلاح من المخيمات وعودتها الى السيادة اللبنانية عشرات المرات وكذلك أهل المخيمات الفقراء الذين لا يريدون سوى الأمن والخلاص من تسلط الميليشيات وعبثها لكن الدولة اللبنانية تشيح بنظرها عن هذا الواقع وتتهرب من مسؤوليتها عن الأمن وعن السيادة وعن تنفيذ القرار الدولي ١٧٠١ ٠
الطريف ان الجيش يبني جداراً امنياً كفاصل بين المخيم والمحيط وليس لدى اَي مسؤول اَي قدرة على اتخاذ قرار بسط سلطة الدولة وأمنها على المخيمات اذا لم نقل كامل الاراضي اللبنانية تأكيداً لسيادة الدولة حيث ان السيادة صارت فقط في يد حزب الوصاية٠
ما أسعدنا في لبنان لدينا رئيس قوي بدون......... سيادة٠
يقال ان الجعفري اهدى رامفسيلد سيف الامام علي، فأهدى اميركا العراق حربا اهلية على ذمة احد المعارضين السوريين

  قال نجيب جبرائيل، مستشار الكنيسة القبطية المصرية، إن أول إحصائية رسمية لتعداد الأقباط في مصر ستصدر نهاية العام الجاري.
وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أضاف خانة خاصة لتحديد الديانة في استمارة التعداد السكاني الذي يجريه الآن، ما آثار جدلا واسعا بين الأقباط وتضمنت الاستمارة عدة أماكن مخصصة لاختيار ديانة الفرد.
وأشارت مصادر من داخل الجهاز إلى أن رئيسه اللواء أبو بكر الجندي، اتخذ القرار بعد مشاورات مع طاقم مكتبة ومستشاريه استنادا على المفاهيم الدولية الحديثة المعمول بها في عملية التعداد. وقال جبرائيل إن وضع خانة الديانة تمثل بادرة هامة في إطار المصارحة المجتمعية لمعرفة الأعداد الحقيقية الرسمية للأقباط وبقية الطوائف الأخرى.
وأوضح جبرائيل أنه سبق وأقام دعوى قضائية ضد الجهاز المركزي للتعبئة لإعلان الأعداد الحقيقية للمسيحيين، ما سيترتب عليه حصولهم على حقوقهم في الوظائف العامة، والحكومية وتمكينهم من بناء كنائس بما يتفق مع نسبهم، وأنه كان بالأحرى أن يكون القرار الزاميا وليس اختيارىا وهو أمر متفق مع الدستور ولا يخالفه بدليل انه عمل كوتا للأقباط في البرلمان الحالي كدورة واحدة لحين تشبع الثقافة الشعبية وتقبلها للوضع. وتوقع أن تصدر نهاية العام الجاري، أول إحصائية رسمية للأقباط التي ستتراوح بين 11 و12 مليون نسمة بحسب الإحصائيات التي أجراها عددا من مؤسسات المجتمع المدني والكنائس.
و قال المستشار هلال بديع جيد المستشار القانوني لكنائس شرق القاهرة إن تخصيص خانة للديانة في أوراق تتصل بجهة رسمية عليا في الدولة مثل الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء هي دعوة تمييزية وكانت ستلقى قبولا إذا كانت عامة وأكثر شمولا بالتطرق لتعداد الفتيات أو المسنين أو الأطفال، ولكن أن يجري التصنيف على أساس الدين بهذه الصورة فهو أمر مرفوض ولن يضيف أي إيجابيات جديدة للمجتمع، خاصة في ظل مناخ ثقافي يسعى لتفعيل المواطنة بشكل عملي وهدم أي فوارق يمكنها أن تصنع فجوات بين أبناء الوطن الواحد، ما تجلى في الغاء خانة الديانة في جامعة القاهرة وبعض الجامعات الأخرى والنقابات. 
وتساءل عن مصير اللادينيين والعائدين وأصحاب الديانات غير الرسمية. وأضاف المستشار القانوني لكنائس شرق القاهرة، أن الإعلان عن تعداد تلك الفئات سيكون له مردود سلبي لدى التيارات المتشددة التي ستستخدمة حتما كورقة للضغط على النظام باعتباره يساندها ويحتويها.
وتابع: «منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث نختلف على الرقم الرسمي لعدد الأقباط ويحدث تضارب بين ما تعلنه الحكومة والكنيسة والجهاز المركزي للإحصاء ولا يعنينا كمسيحيين معرفة تعدادنا لكن يهمنا الخدمات التي تقدمها الكنيسة لكل فئات الشعب دون تمييز».
وقال ممدوح رمزي عضو مجلس الشورى الأسبق، إنه ضد وضع خانة للديانة في أي محررات رسمية لأنه نوع من التصنيف الطائفي الممجوج والنشطاء الأقباط الذين يروجون لها ويؤيدون تطبيقها هم متاجرون بالقضية ولا تشفع لهم أي مبررات واهية.




  
تُعبر الدراما عن الذات الإنسانية لذا فهي فن صناعة الأحداث بالصوت والصورة، ولها قدرة غريبة على تشكيل الصورة الذهنية لدى المشاهد، ولذلك نجد أن الكثير من الدراسات والبحوث العربية في مجال الدراما، تركز على الدراما التلفزيونية، وجمهورها، أكثر من غيرها، لأن «مشاهدي التلفزيون العرب هم مشاهدو دراما بالدرجة الأولى.
من أبرز ما تناولته الأعمال الفنية العربية صورة المتدين في أكثر من شكل وأسلوب فيلم «مولانا» الذي يتضمن، كما أظهرت التقارير الرقابية مغالطات دينية وتاريخية، وإساءات متتالية لرجال الدين الإسلامي والدين المسيحي، وتحريض على الصراع الديني – الديني والصراع المذهبي.
في عرض صورة المتدين كانت أغلب الملامح الدرامية والسمة الغالبة في الإنتاج العربي اللحية الكثيفة غير المهذبة، والشارب المحفوف، والمسبحة والشيخ المنافق أو الدرويش والولي. والصورة الثانية لشاب حليق الوجه، لا يجد حرجاً في التعامل مع الجنس الآخر، يفسر النصوص بما يتلاءم مع مصالحه الشخصية، والنمط الثالث من علماء متصدرين للعلم يتزلفون للحكام ويقدمون كقدوات ونماذج.
وحسب الدراسات فإن دوافع التعرض للدراما التلفزيونية تتشكل من الترفيه والتعلم واكتساب المعرفة والتفاعل مع الآخرين وفهم القضايا الاجتماعية والتعرف على أنماط حياتية جديدة، ووسط هذا الكم الهائل من الإنتاج كيف يمكن رصد السمات العامة لصورة لمتدين في الدراما والسينما العربية.
قدمت الدراما والسينما العربية علماء الدين عموماً بصورة سلبية فهي تظهرهم منافقين كذابين متملقين سياسياً لنيل المناصب، كما حضرت صورة المشعوذ الدجال صاحب العاهة في البدن، أو درويش رث الثياب يرتدي اللون الأخضر للدلالة على الزهد والصوفية، وصورة مكررة بأشكال مختلفة لمتدين شهواني إرهابي، وهما صفتان متلازمتان، وتاجر بالسلاح ومرتاد للنوادي الليلة.
كما ظهرت صورة معلم الطلاب للقرآن الكريم في المدارس الشعبية ودور التحفيظ القرآنية على هيئة شيخ جشع يتاجر بالدين لتحصيل قوت يومه، وطبعاً ضرير يتضاحك عليه الأطفال، يسأل الأطفال ماذا أرسلت أمهاتهم له كأجر له مع تأكيده المستمر على أن أجره على الله القدير، ويختتم حديثه للأطفال بالصراخ والشتم وضربه الأرض بالعصا.
واستطاع القائمون على السينما والدراما تكوين صورة ذهنية سيئة تعبر عن الكبت الجنسي لطبقة رجال الدين فارتبط بقصد واضح لدى القائمين على الإنتاج العربي صورة الشيخ زائغ العين الذي «يبصبص» على النساء ويرتاد الحانات ويواعد المومسات بعيداً عن أعين مُريديه، وهو ضخم الجثة واللحية لا يتوانى عن إظهار قدراته الجنسية.
من العبارات الدارجة في السينما والدراما حديث أصحاب العمامات واللحية الطويلة «يا كافر يا عدو الله» التي تنطق غالباً في مشهد يوحي بأن «الآخر» لا يمكن أن يتساوى مع صحاب اللحية البيضاء أو مرتدي العمامة أو حامل السبحة، الذي يقضي وقته في التسبيح والصلاة وهي صورة مقصدها ربط التكفير بالمصلي والملتحي والمُسبح عموماً، هذه الصورة تقدم الخلق السيئ والمزاج المتقلب في ربط مقصود بأن رجال الدين ذوو أخلاق سيئة وإن التزموا بالصلاة والتسبيح.
صورة الإرهابي القاتل صورة مكررة بأكثر من أسلوب، إما بالطريقة التقليدية لشيخ ذي لحية كثة يرتدي عمامة وجلبابا دينيا وغالباً ما يكون أبيض قصيرا ويرتدي وشاحاً أبيض، أو الصورة الحديثة لشاب مهذب منفصل عن الواقع يشعرك بأنه بلا أهمية في الحياة وذقن قصيرة مشذبة وتضاف في كلا الحالتين رتوش من هنا وهناك لزوم التصعيد الدرامي للأحداث لنساء وحفلات وخمور وتجارة السلاح.
إن مشاهدة السينما والدراما تستهلك مشاعرنا ومالنا ووقتنا، وغالباً ما ينكر الجمهور وجود تأثير مباشر عليه، ولكن الجمهور ودون أن يشعر يتماهى مع المعروض ويحاكي الأفعال بالمشاهد والنصوص فتجد عبارات الأبطال وأشكالهم حاضرة في فضائع وسلبيات تقدم للمجتمعات على أنها أفعال طبيعية.
كما تساهم الدراما في تدريب الجمهور على السلوك المتوقع، فمثلاً فرار الإرهابي من رجال الضبط الأمني تجد له نموذجا واقعيا يقلده من تماهي مع الصورة التلفزيونية وأخذها نموذجاً، ونموذج الإغواء الذي تمثله بنات الليل نموذج حاضر في كثير من تعبيرات وتصورات الشارع العربي وصفحات التواصل الاجتماعي، وهكذا يصبح المشاهد مستعدا سلفاً لاستحضار ما يرغب من صور درامية وسينمائية مرّت بخياله للتماهي معها وتمثيلها على شخصيته.
في عالم الدراما والسينما كما، يري روجر فولر لا وجود لشيء اسمه التمثيل المحايد للواقع، ذلك أن الأحداث والعمليات والأشياء والناس تقدم لنا دائما عبر وسيط، سواء في الفيلم، أو اللغة، أم في أي وسيط آخر، فللوسيط بنيته الخاصة المشبعة بالقيم السائرة، يخضع التمثيل لعملية تصفية عبر شبكة من الدلالة، ولا ريب في أن الدلالة ليست» طبيعية، بل «إنها وظيفة بنية اجتماعية واقتصادية ومؤسسية».
وضمن ذلك السياق لم يعد من الممكن فهم الرسالة الإعلامية، على أنها مجرد نقل للواقع أو محاكاة له، بل مقاربتها بوصفها تمثيلاً للواقع وإعادة بناء له، فالتشكيل النصي والدرامي للحدث في وسائل الإعلام، يحوّل المضامين الإعلامية إلى تمثيل لغوي وذهني يستحضر ذلك التفاعل بين الإنسان والثقافة والمجتمع العالق بالحدث، مستوعباً مختلف العناصر المنتجة للمعنى التي من شأنها أن تخترق الأبنية الفكرية والاجتماعية والنفسية للمتقبّل، وتكيّف الرسالة مع الظروف المحيطة بها.
ويوظف الخطاب الإعلامي الدلالة التمثيلية اللغة ليشكل دلالته الاتصالية، كما يستثمر المعرفة الجماعية لإنتاج المعاني وصياغة الأفكار وفق ما يقتضيه الفعل الاتصالي، والتلفزيون، بوصفه ناقلا للدراما والسينما فإن تأسيسهما في المجتمعات جاء كوسائل للترفيه، والجمهور بسبب تعرضهم المستمر تتكون في أذهانهم تصورات عن الواقع الاجتماعي، والواقع في وسائل الإعلام يمكن أن يؤثر في المعتقدات، وبالتالي في سلوك الإنسان ويطلق على ذلك اسم نظرية الاتجاه السائد، وهذا يعني أن مضامين التلفزيون تعمل على تثقيف معتقدات الجمهور.
ويتضاعف تأثير دراما التلفزيون على صغار السن، والأسر الفقيرة والمفككة، فالغرس يحدث نتيجة عملية امتصاص المعرفة، ويتيح التعرض لدراما التلفزيون وفق هذه النظرية معلومات بارزة عن الحقائق والقيم والصور الذهنية، وتؤدي كثرة التعرض لتلك المعلومات إلى سهولة استرجاعها من الذاكرة، على أساس أن الناس يبنون أحكامهم وفقاً للمعلومات المتاحة، هذا التدرج في طبع الصور الذهنية في عقلية المشاهد، بفعل مشاهدته المستمرة للتلفزيون، خاصة المسلسلات الدرامية، ينتج عنه مع مرور الوقت وجود عالمين، أحدهما عالم واقع المجتمع كما يصوره التلفزيون، والآخر عالم واقع المجتمع الحقيقي المعاش على الطبيعة، وذلك يوضح قوة تأثير التلفزيون الإعلامية الاتصالية لدى المشاهدين.
إن قوة الدراما التلفزيونية، والسينما كأداة اتصالية وقدراتها غير المحدودة على حمل الأفكار والرسائل التي يرغب القائم بالاتصال في إيصالها إلى الملايين، فالدراما التلفزيونية «تكتسب مكانة خاصة بالنسبة إلى باقي المواد التي يقدمها التلفزيون، ذلك أن القيمة الإعلامية للأعمال الدرامية تكمن في قدرتها على حمل الأفكار التي تعكس هذه المفاهيم، وقدرتها على التأثير في الجمهور تأثيرًا غير مباشر، وهذا الأسلوب يعتبر من أنجح أساليب التأثير، ذلك أن الموعظة أو التوجيه المباشر قد يأتي بردود فعل عكسية، فإذا أريد ترسيخ قيمة معينة، أو معنى أو مفهوم فإن ذلك يتم بنجاح من خلال تمثيلية أو مسلسل أو فيلم، ويمكن التحكم في مستوى وعي الجمهور من خلال المعلومات المتاحة في الأعمال الدرامية والسينمائية.
٭ كاتب سوري
القدس العربي
الحياة
اصطدمت فورة الرهان الصاخب على صفقة حتمية بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، بالصحوة الى قواعد العلاقات الأميركية– الروسية وواقع المصالح الاستراتيجية التي تتعدى شخصية الرجل في مقعد الرئاسة. التشدد آتٍ إلى واشنطن وموسكو. وما قد يكون ترامب وبوتين راهنا عليه –كلٌّ لغاية في نفس يعقوب– أُعيد إلى خانة «الألف» ريثما يتم التحضير للخطة «باء»، وذلك في ضوء سلسلة أحداث وتطورات لم تكن في الحسبان، من بينها إقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين بسبب الاشتباه بعلاقات غير اعتيادية تربطه بروسيا، واستبداله بالجنرال المستقل ماكماستر الذي يتقن «اللا» إذا وجد ذلك في غير المصالح العليا للولايات المتحدة. إنما الأمر لم يتوقف عند تلك الإقالة، بل رافقها اندلاع الغضب بين أقطاب الحكم وفي صفوف الرأي العام نتيجة مجموعة أخبار وتحقيقات كشفت علاقات مشبوهة بين عدد من رجال دونالد ترامب وبين رجال فلاديمير بوتين زعمت أنها تدق في عصب صنع الصفقات على حساب المصالح العليا الأميركية. أوكرانيا احتلت موقع الصدارة في مزاعم الصفقات، كونها مفتاح رفع العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا منذ أن قبضت روسيا على القرم الذي لا تنوي التفريط به. إنما العنوان الأعمق في الحديث عن أوكرانيا والقرم والعقوبات هو مصير حلف شمال الأطلسي (ناتو) إذ إن موسكو تؤيدّ تقويض الاثنين معاً وتحجيمهما، لأنها تعتبر مصالحها مهددة بتلاحم حلف الناتو وقوته على حدودها. الأجواء متوترة بين روسيا ودول أوروبية كثيرة، بخاصة بعدما شعرت هذه الدول بالخوف نتيجة الأقوال الانتخابية لدونالد ترامب والأفعال الميدانية لفلاديمير بوتين ومؤشرات إلى إجراءات انقلابية في العلاقة الأميركية– الأوروبية عبر الأطلسي. ذلك الاندفاع الذي ساد مع انتخاب دونالد ترامب لدى الذين أعلنوا انتصار روسيا الاتحادية على الولايات المتحدة في لعبة الأمم.
الجميع اليوم في حال قلق وترقب وشكوك وتأهب للمفاجآت. الدول الآمنة تقفز بين الهرولة إلى الاحتضان والتراجع إلى الحسبان، ومن بينها الدول الخليجية العربية. الدول التي بنت سياساتها على التشكيك واللاثقة تجد نفسها متأرجحة على أوتار العلاقة الأميركية– الروسية تارة واثقة وتارة حذرة حتى من الحليف الروسي، وإيران المثال الأول. ثم هناك بقع النزاعات والنزيف والدموية التي تترقب كيف ستنسحب عليها العلاقات الأميركية– الروسية، وأي ثمن أو هدية آتية إليها نتيجة السياسات المستجدة لواشنطن وموسكو، تصعيدية كانت أو توافقية.
غموض العلاقة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين أطلق عنان التكهنات والافتراضات، وكذلك غموض عناصر الصفقة التي يرغب فيها الرجلان لصوغ أسس توافقية بين بلديهما. هناك في المعسكرين المواليين للرجلين من يتهم المؤسسة الأميركية التقليدية Establishment، لا سيما في الشقين الاستخباراتي والإعلامي، بأنها عازمة على نسف أسس التفاهم والتقارب بين الرجلين والبلدين وأن غاياتها تخريبية من أجل تأجيج الفجوة بين الشرق والغرب. ثم هناك من يرد بسرعة ويقول إن أسس الحكم الديموقراطي كما وصفه الدستور الأميركي هي المراقبة والمحاسبة Checks and balances ويزعم أن هناك رائحة ابتزاز آتية من الكرملين إلى البيت الأبيض نتيجة صفقات خفية ويطالب دونالد ترامب بالكشف عن جداول ضرائبه التي من شأنها أن تكشف ما إذا كان قد استلف مبالغ كبرى من مصادر روسية.
مثل هذه المقاربات في الأجواء الأميركية– الروسية يفيد بأن المواجهة سيدة الساحة، وبأن حديث العداء بين الشرق والغرب لم ولن ينتهي قريباً.
أثناء عهد الرئيس السابق باراك أوباما، كان هناك نوع من الانفصام بين المواجهة في مسألة أوكرانيا والشراكة في المسألة السورية – أقله في ولايته الثانية.
إن الذي مكّن روسيا من استعادة وزنها في الشرق الأوسط واستعادة ثقتها على الساحة الدولية هو باراك أوباما، فهو قرر القيادة من الخلف هنا، والنأي بالنفس هناك، وهو الذي سمح لروسيا بأن تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها «العجوز» غير القادرة على الحسم أو العزم. إنه الرئيس الأميركي الذي جلس على التجاوزات صامتاً، والذي أوفد وزير خارجيته جون كيري ليلعب الآلة الثانية في الأوركسترا التي قادها نظيره الروسي سيرغي لافروف.
لذلك، من المستهجن إلقاء اللوم على إدارة دونالد ترامب قبل أن تبدأ أعمالها ومن اللاعدل تحميل الرئيس الجديد كامل مسؤولية ما آلت إليه العلاقة الأميركية– الروسية، أو ما حصدته روسيا نتيجة قرارات أميركية. وللتأكيد، فإن روسيا ثارت على الولايات المتحدة والدول الأوروبية في حلف الناتو ليس بسبب سورية، وإنما بسبب استغلالها قرار مجلس الأمن في شأن ليبيا للتدخل العسكري بإهانة واضحة لموسكو عبر تغييبها وتحجيمها واعتبارها هامشية. هذا إلى جانب الاحتضان الأميركي– البريطاني لما سُمّي الربيع العربي فيما كان في الواقع دعماً لصعود «الإخوان المسلمين» إلى السلطة في صفعة عنيفة لروسيا ومصالحها القومية نظراً إلى تطويقها بخمس جمهوريات إسلامية وإلى جانب مشكلتها الشيشانية.
كل هذا لا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. فروسيا تمتلك اليوم أدوات التأثير في منطقة الشرق الأوسط أكثر من الولايات المتحدة – أقله موقتاً، وحتى إشعار آخر. باراك أوباما كان قرر التخلي عن العلاقات التقليدية التحالفية مع دول الخليج العربية، واختار إيران أولوية. دونالد ترامب قرر الانقلاب على أوباما في هذا الصدد كما يبدو راغباً في استعادة الوزن الأميركي في الشرق الأوسط.
روسيا واقعة بين الخيارين، فماذا في الأفق أمامها؟ أولاً، هناك العقبة الإيرانية. فإيران حليف ميداني واستراتيجي لروسيا في سورية، وهذا يعيق أي تفاهمات روسية– أميركية استراتيجية. في نهاية المطاف، على موسكو أن تقرر ما إذا كان خيارها هو الولايات المتحدة أو ايران. اليوم موسكو ليست مضطرة للاختيار بين الاثنين. إنما روسيا في حاجة إلى التفكير على المدى البعيد. فهي غير راغبة في البقاء في سورية، والخوض في احتمال التورط والانزلاق إلى مستنقع – لا سيما إذا توترت العلاقة مع الغرب. إيران تريد البقاء في سورية لأن هذا هو مشروعها منذ البداية، ولن تتخلى عنه. إذاً، على موسكو التفكير الجدي في ما ستفعل بعلاقتها مع إيران وهي تصوغ علاقتها مع الولايات المتحدة. عليها التفكير في الأمر من منطلق التحالفات الإقليمية. فالدول الخليجية راغبة في علاقات طبيعية وودية مع موسكو. أما إذا برزت صراعات المحاور، فواضح أين ستكون الدول الخليجية العربية.
في عهد أوباما، كانت إيران موضع تقارب أميركي– روسي– أوروبي عبر المفاوضات النووية والاتفاق النووي. اليوم، أوروبا منقسمة في شأن التدخلات الإيرانية في سورية والعراق واليمن ولبنان. جزء منها يندم على إعطاء إيران الضوء الأخضر للتدخلات الإقليمية ثمناً للاتفاق النووي. والجزء الآخر يتمسك بأولوية الاتفاق النووي مهما كان، وهو جاهز للاستمرار في غض النظر عن التجاوزات الإيرانية الإقليمية. إدارة دونالد ترامب تتوعد، لكنها لم تضع تفاصيل سياساتها نحو إيران بشقي الطموحات النووية والتجاوزات الإقليمية. روسيا تتمسك بتحالفها الاستراتيجي مع إيران، لكنها تدرك تضارب مصالحها القومية مع المشروع الإيراني.
إيران مرتاحة للانحسار في التقدم الموعود الذي قيل أنه آتٍ لينقل العلاقة الأميركية– الروسية إلى عتبة جديدة. فهي واعية إلى أن ذلك التقارب الاستراتيجي بين واشنطن وموسكو سيكون مكلفاً لها بصورة ما. لذلك، طهران تحتفي بالتوتر بين روسيا والغرب، وهي تحفر لنفسها مكانةً لا يُستغنى عنها لدى روسيا بما فيها في لعبة المحاور الروسية– الإيرانية والأميركية– الخليجية، حتى لو كان ذلك في غير المصلحة الروسية.
ماذا تريد روسيا، وماذا ستفعل موسكو إزاء التقلبات الأميركية؟ هوذا السؤال الأكبر، والأجوبة كثيرة. هناك من يؤكد أن الهدف الأول والأكبر والأهم لروسيا هو أن تتخبط الولايات المتحدة كيفما كان وعبر أيٍّ كان. فإذا كان دونالد ترامب هو وسيلة التخبط والتصدع والتفكك واضمحلال الجبروت الأميركي، فإنه أهم استثمار وأهم حليف للكرملين وللمصالح القومية الروسية كما يراها الكرملين بقيادة فلاديمير بوتين اليوم.
هناك من يحتج على هذا الافتراض ويقول إن المصلحة القومية الروسية لا تتوقف عند رد الاعتبار واستعادة الهيبة وتلقين الغرب درس الإهانة، بل إن المصلحة تقتضي التفكير في كيفية الانتقال من المواجهة إلى الشراكة في العلاقة مع الولايات المتحدة وأوروبا. وهذا يقتضي أن تفهم روسيا أميركا بصورة مختلفة، تجددية وتطلعية، بدلاً من التعمق في العداء التقليدي. القائلون بهذا الرأي يدعون إلى نقلة نوعية إلى ما من شأنه أن يؤدي إلى تلك الصفقة الكبرى التي هي في المصلحة الروسية اقتصادياً وقيادياً واستراتيجياً.
مبكر جداً استنتاج أن العلاقة بين رئاسة دونالد ترامب ورئاسة فلاديمير بوتين ستسفر عن تصادم ليتم جرّهما إليه أو عن مفاجأة الصفقة الكبرى التي يرغب فيها الرجلان. ما نعرفه هو أن الأمر ليس بتلك السهولة. إذا كان في بال الرجلين اتخاذ القرار بمعزل عن المؤسسات، فإن بوتين قادر جداً، أما ترامب فمقيد جداً. وهذا هو الفارق بين الدولتين.
العالم يحلم بوفاق حكيم وعادل وتطلعي بين الولايات المتحدة وروسيا، بين روسيا والغرب، لعل العشب يرتاح قليلاً بدلاً من أن يموت دوماً على وطأة صراع الفيلة، ولعل النزيف في بؤر النزاع يتراجع.
المشهد اليوم لا يبشر بجديد في ذلك المشهد القديم. لكننا في بداية الطريق والمفاجآت آتية – جميلة كانت أو قبيحة. هذا زمن الترقب والمفاجأة والأعصاب المشدودة والاستفاقة إلى نبضات القلب. فعسى خيراً.

الذوات جمع ذات اما في لبنان فالذوات هم أعضاء الطبقة الحاكمة الذين يَرَوْن أنفسهم بمصاف الآلهة أو أنصاف الآلهة وكل واحد منهم يختصر المؤسسات بشخصه أو بذاته أو بالأحرى يرى ذاته ارفع شأناً من المؤسسات ولا ضرورة للمؤسسات طالما ان الذوات احياء "يركلون"٠
رئيس الجمهورية ينسى فجأةً ان هناك حكومة ومجلس نيابي ودستور وقوانين ويريد الذهاب مباشرة الى استفتاء حول قانون الانتخاب٠يضع ذاته فوق كل هذه المؤسسات ويعتبر نفسه الدستور الناطق ٠ثم يذهب خطوة إضافية ليقول انه لن يوقع مرسوم الدعوة للانتخابات لان القانون النافذ لا يعجبه٠وهنا يسجّل سابقة خطرة جداً عندما يعطي لنفسه حق تعطيل اَي قانون لا يعجبه٠
ربما غداً يعطل قانون الايجارات أو قانون الجمارك أو قوانين الضرائب أو سلاسل الرواتب اذا لم يعجبه أياً منها ثم يذهب ابعد من ذلك عندما يعتبر ان الفراغ في المجلس النيابي أفضل من الانتخابات على القانون الحالي٠هنا أيضاً يتجاوز الدستور معتبراً ان ذلك من "صلاحياته" وهذا اغرب ما يمكن ان نسمعه: تعطيل الدستور بإسم الصلاحيات الدستورية٠
اما رئيس مجلس النواب فيقول انه في حال عدم اجراء الانتخابات فأن لديه فتاوى باستمراره هو و"مجلسه" رغم ان الدستور واضح والقانون أوضح في تحديد ولاية المجلس زمنياً ولكن رئيس المجلس يعتبر نفسه فوق الدستور والقانون وهو بذاته العَلية الدستور الناطق أيضاً ٠بنفس الوقت ورغم وجود سبعة عشر مشروع واقتراح قانون للانتخاب في ادراج المجلس فإن رئيس المجلس يرفض عقد اَي جلسة للتصويت على المشاريع وإعطاء النواب حق اقتراح غيرها٠دفن هذه المشاريع بذريعة "التوافق"٠
عملياً يعطل بري المجلس ويمنعه من القيام بواجباته ويضع التوافق محل الدستور والقانون٠يعتبر انه بذاته اهم من الدستور وله الحق بتعطيله وانه أيضاً اهم من المؤسسات وصلاحياتها. "توافق" بري من نفس قماشة "استفتاء" عون ٠
بعد كل هذا أو هذه الشخصنة وحلول عقلية الميليشيا محل عقلية المؤسسات يتحدث الحريري عن استعادة الثقة ويسمي الحكومة بهذا الاسم فليخبرنا من وكيف يمكن ان يثق بلبنان ٠اَي مسؤول أو مواطن عربي أم غربي وهو يرى هذه الممارسات تقتل البلد والدولة٠من هو المستثمر الذي يريد وضع امكانياته في بلد كل شيء فيه مرهون بإرادة هؤلاء "الذوات" ولا قيمة فيه للدستور والقانون٠الحريري دخل بتسوية لإستعادة دور المؤسسات فإذا بالامور تتجه لتجاوز وتجاهل الدستور والمؤسسات الدستورية٠لا نحسد الحريري على موقعه فالأنا المتضخمة عند كل هؤلاء وغرور القوة والسلاح ستستمر بالتضخم حتى تخنق الحريري ومشروعه الانقاذي وطبعاً كل هؤلاء المعجبين ببشار الأسد وتدميره لسوريا وشعبها لن يرحموا لبنان وشعبه٠

(*) نائب ووزير سابق
٠
الرومي: صادق جلال العَظم.. المحاكمة!: رشيد الخيون  جريدة الاتحاد ظهر صادق جلال العظم (1934-2016)، بعد سنوات طويلة مِن محاكمته ببيروت (1969)، مع يوسف القرضاوي، في مناظرة تل...