الصفحات

hh

hh

تتتت

تتتت
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

قصائد لناظم حكمت ترجمة سركون بولص






فيرا تستيقظ من نومها

الكراسي تنام على أقدامها
مثلما المائدة

السجّادة تستلقي على ظهرها
قابضةً على تطاريزها
المرآةُ تنام
عيونُ النوافذ مغمضةٌ بإحكام
الشرفة تنام مُدَليةً سيقانها فوق الحافّة
على السقف المقابل تنام المداخن
كما أشجار السنط على الرصيف
الغيمةُ تنام
وعلى صدرها نجمة

النور، في الداخل والخارج، ينام
لقد استيقظتِ يا وردتي
فاستيقظت الكراسي
وتزحزت من ركن إلى ركن
تماماً مثلما المائدة

السجادة استقامت جالسةً
مُفردةً تصاميمها
المرآة استيقظت مثل بحيرة عند الغروب
النوافذ فتحت عيونها الزرق الكبيرة
الشرفة استيقظت
ولملمت سيقانها

على السقف المقابل
نفثت المداخنُ دخانَها

أزهار السنط على الرصيف
همست إحداها للأخرى

الغيمةُ استيقظت
ورمت من على صدرها

إلى غرفتنا، النجمة
النور استيقظ في الداخل والخارج
ليُغرق شعركِ
لينزلق خلال أصابعك

ويعانق خصرك العاري وقدميك
الناصعتين

الباص الأخير

عند منتصف الليل في الباص الأخير
يعطيني الجابي بطاقة. 
 لا الأخبار السيّئة وما من عشاءٍ فاخر
ينتظرني في البيت
ما ينتظرني هو الغياب. 
أدنو منه بلا خوف
وبلا حزن. 
آخرُ الظلام يشرقُ من أجلي. 
 أخيراً يمكنني أن أنظر إلى العالم
بهدوء وسلام. 
لم يعد يدهشني خداعُ الصديق
أو السكّين المخفيّة في المصافحة. 
لا يفيد العدوّ أن يستثير حفيظتي. 
لقد عبرتُ غابةَ الأصنام
حاملاً فأسي
بأيّة سهولة تهاوت كلّها. 
الأشياء التي أؤمنُ بها
وضعتها في الإمتحان ثانيةً
وأشعر بالحمد لأنّ أكثرها أثبتَ نقاءه. 
لم يكن لي أبداً هذا البهاء، 
هذه الحريّة. 
آخر الظلام يشرقُ من أجلي، 
أخيراً يمكنني أن أنظر إلى العالم
بهدوءٍ وسلام. 
إنها تنبثق في وجهي فجأةً من الماضي
عندما لا أنظرـ
كلمةٌ
رائحةٌ
حركةُ يد
الكلمة ودودة
الرائحة طيبة
اليد في اليد يا حبيبتي
نداءُ الذاكرة لم يعد يحزنني
بخصوص الذاكرة ليست لديّ أية شكوى.
في الحقّ، ليست لديّ أية شكوى بخصوص أيّ شيء،
ولا حتى قلبي
الذي يوجعني بلا توقف مثل ضرس كبير. 
آخر الظلام يشرق من أجلي.
الآن لا كبرياء الرائي ولا هراء النسّاخين. 
إنني أصبُّ صحوناً من النور فوق رأسي، 
استطيع أن أحدّق في الشمس ولا أعشو. 
وربّما – يا للأسف –
لن يعود بإمكان أجمل اكذوبة
أن تغويني. 
ليس للكمات أن تُسكرني بعد الآن، 
لا كلماتي أنا ولا أحدٍ آخر. 
هذه هي الحال، يا وردتي، الآن. 
الموت قريبٌ بشكل مريع. 
العالم أكثر جمالاً من أيّ وقتٍ مضى. 
كان العالم بدلة ملابسي
فبدأتُ أتعّرى.

كنت أتطلع من نافذة قطار
وها أنا الآن في المحطة. 
كنت في داخل البيت
وها أنا لدي الباب ـ إنه مفتوح. 
حبيّ للضيوف مضاعفٌ
والقلب أكثر شقرة من أيّ وقتٍ مضى، 
الثلج أكثر بياضاً من أيّ وقت. 

من كتاب "رقائم لروح الكون" يضم مختارات شعرية مترجمة لسركون بولص، تصدر قريباً عن منشورات الجمل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق